متى لا يقع الطلاق الثالث

متى لا يقع الطلاق الثالث، إن الشريعة الإسلامية قائمة على تحقيق مصالح العباد فقد شرع الله سبحانه وتعالى الزواج من مصالح العباد لعدم الوقوع في المعصية فالزواج قائم على المودة والرحمة والسكن وأما إذا لم يستطيع أي من الزوجين إقامة شروط الزواج وأصبحت الحياة بينهما صعبة.

فقد شرع الله الطلاق لهذا السبب ففي هذا المقال سوف نتحدث عبر موقع مقال mqall.org عن ما هو الطلاق وما دليله ومتى لا يقع الطلاق الثالث.

ما هو الطلاق؟

  • إنّ لفظ الطلاق يدل على فسخ عقد الزواج من قبل الزوج أو الزوجة بعد أن تصبح الحياة بينهما صعبة ولا يمكن للخلافات التي بينهما أن تحل أو التعايش معها.
  • وهو إنهاء لعقد الزواج الذي اتفق عليه الزوجان، فيكون الزوج قد حرّم على نفسه شيئاً كان حلالاً له
  • وقد حرصت الشريعة الإسلامية على استدامة الزواج لبناء أسرة نافعة لمجتمعها.
    • إلا أنّ الدين الإسلاميّ وضع رخصةً لإمكانية إلغاء هذا الميثاق حسب موجباتٍ شرعية للزوج والزوجة فيكون الطلاق منفعة لكليهما.

اقرأ أيضا: نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق

ما الدليل على الطلاق؟

الطلاق أدلة كثيرة من القرآن والسنة النبوية:

  • من القرآن قال تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ)
  • قوله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا)
  • ومن السنة قال صلى الله عليه وسلم «أَبْغَضُ الْحَلَالِ إلى اللهِ الطَّلَاقُ» رواه ابن ماجة.

كما أدعوك للتعرف على: هل يجوز الطلاق في شهر رجب

متى لا يقع الطلاق الثالث؟

يوجد حالات كثيرة لا يقع فيها الطلاق الثالث إذا وقع من الزوج ومن هذه الحالات:

في حالة الغضب الشديد

لا يوجد خلاف بين العلماء في أنه لا يقع الطلاق إذا صدر من الزوج وهو في حالة من الغضب الشديد الذي يجعله لا يعي ولا يدرك ما يصدر عنه من الأقوال:

  • وهذه الحالة تسمى عند الفقهاء بالإغلاق، وسميت بهذا الاسم لأن الإنسان يكون فيها كأنه أغلق على عقله، فصار كالمجنون وهو بهذا فاقد للقصد والاختيار
  • ويعتبر طلاقه لغوًا لا قيمة له؛ لما روته عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لا طلاقَ ولا عتاقَ في إغلاقٍ”.

في حالة السكران

قسم الفقهاء حال السكران الذي وصل إلى درجة الهذيان وخلط الكلام -الذي لا يتذكر بعد إفاقته ما صدر منه- إلى قسمين:

  • القسم الأول: هو السكران غير المتعدي بالسكر، وهو الذي كان له عذر مقبول عند الشرب.
    • كمن شرب المسكر وهو لا يعرف أنه مسكر، أو من شرب دواءً تسبب في إسكاره.
    • أو المقهور أعلى هذا الشرب، فهذا لا يقع الطلاق بالإجماع.
  • القسم الثاني: هو السكران المتعدي بالسكر، وهو الذي شرب وسكر باختياره وإرادته ومعرفته وهذا يقع طلاقه عند جمهور العلماء.

أما في حالة الجنون

اتفق العلماء على أن طلاق المجنون لا يقع ولا يصح منه، ومثله النائم والمغمى عليه الذي يهذي وذلك لما رواه علي ابن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: “رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ، وعنِ المجنونِ حتَّى يعقلَ”

في حالة الإكراه

  • الإكراه هنا هو إجبار الزوج على الطلاق وذلك بترهيبه وتهديده كالقتل والضرب المبرح.
  • والإكراه يمنع وقوع الطلاق عند جمهور العلماء وذلك لأن المكره غير قاصد للطلاق.
    • وإنما قصد دفع الأذى عن نفسه، فقد روى أبو ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
    • “إنَّ اللهَ تجاوزَ عن أمتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرهوا عليْهِ”

في حالة الخطأ

  • وهو ما يحصل من خطأ في التلفظ بالعبارات، وذلك عندما يقصد الرجل أن يقول شيئًا فيسبق لسانه إلى الطلاق من غير قصد.
    • مثال ذلك: رجل يريد أن يقول لزوجته أنت طالعة فيسبق لسانه إلى قول أنت طالقة.
  • وقد اختلف الفقهاء في حكم طلاق المخطئ، فذهب الجمهور إلى عدم وقوع الطلاق.
    • وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ تجاوزَ عن أمتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرهوا عليْهِ”.

 أما في حالة الجهل

يرى جمهور الفقهاء أن الرجل إذا تكلم بكلام لا يعرف معناه فإنه لا يؤاخذ به، ولا يقع به طلاقه؛ لأنه لم يتوفر له قصد أو إرادة لمعنى الطلاق، ومثاله: أن يُلقن عربي لفظ طلاق صريح بلغة لا يعرفها فيتلفظ بها.

في حالة الطلاق بقصد اليمين

هو استخدام لفظ التطليق لتأكيد صدق المتكلم، فأشبه اليمين أو الحلف، ومثاله أن يقول رجل: أمراتي طالق إن كنت قد أخذت مالك، أو عليّ الطلاق أني صادق:

  • فقد ذهب الجمهور إلى المؤاخذة بهذا الطلاق، بحيث لو تحقق المعلق عليه فإن الطلاق يقع، واستدلوا على ذلك بعموم النصوص الذي لم يفرق بين الطلاق المعلق والمنجز.
  • بعض الفقهاء كشيخ الإسلام ابن تيميه إلى أن الطلاق المعلق، بقصد تأكيد الكلام وحث السامع على التصديق، هو بمنزلة اليمين، وحكمه حكم اليمين من حيث لزوم كفارة اليمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن تعذر فصيام 3 أيام.

الطلاق المعلق بقصد الحث أو المنع

  • الطلاق المعلق معناه ترتيب الطلاق على حصول أمر من الأمور، كأن يقول الرجل لزوجته: إن خرجت من المنزل فأنت طالق.
  • والطلاق المعلق نوعان: شرطي، وقَسَمي، فأما الشرطي فهو الذي يقصد فيه الزوج إيقاع الطلاق فعلًا عند حصول الشرط، وهذا يقع به الطلاق بإجماع الفقهاء إن حصل الشرط.
  • وأما الطلاق القَسَمي فهو الذي يقصد به الزوج حث نفسه أو زوجته أو غيرهما على فعل شيء، أو منعهم من فعل شيء، ولا يقصد به إيقاع الطلاق.
  • وقد ذهب الجمهور إلى وقوع هذا الطلاق لعموم النص.

في حالة الطلاق المعلق على مشيئة الله

  • ذهب جمهور الفقهاء من إلى أن الطلاق المعلق على مشيئة الله لا يقع، ومثاله أن يقول الزوج لزوجته:
    • أنت طالق إن شاء الله تعالى، فهذا الطلاق لا يقع لأن مشيئة الله تعالى لا يطلع عليها أحد.
  • الدليل علي ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:” من حلفَ على يمينٍ فقال إن شاء اللهُ لم يحنَثْ”.

الطلاق في العدة

  • يرى جمهور علماء المذاهب الأربعة أن المطلقة طلاقًا رجعيًا تعتبر في حكم الزوجة.
    • ولذلك فإن طلقها زوجها طلقة أخرى أثناء العدة فإن هذا الطلاق يقع.
  • أما إذا كانت المرأة معتدة من طلاق بائن بينونة صغرى أو كبري فإن جمهور العلماء يرون أن الطلاق لا يقع.

طلاق الحكاية والتمثيل

وهذا للتعليم أو الإخبار المقصود بذلك أن يتلفظ رجل بلفظ الطلاق الصريح قاصدًا نقل خبر، أو قراءة نص في كتاب من كتب الفقه، وهو لا يقصد الطلاق فإن هذا الطلاق لا يقع.

كما يمكنكم الاطلاع على: كيف أعرف أن الطلاق خير لي

وفي ختام مقالنا نكون قد وضحنا كل شيء بخصوص معنى الطلاق والدليل عليه ومتى لا يقع الطلاق الثالث.

مقالات ذات صلة