من الذي سرق الحجر الأسود

الحجر الأسود هو حجر يتمتع بقدسية شديدة لدى المسلمين، يأخذ شكل بيضاوي، وعلى الرغم من أسمه إلا إنه في الأصل أبيض اللون، نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض اللون ولكنه أكتسب اللون الأسود بسبب ذنوب العباد.

ويتكون الحجر الأسود من أكثر من جزء، ويبلغ قطره حوالي ثلاثون سنتيمتر، لذلك في مقالنا هذا سنتناول موضوع من الذي سرق الحجر الأسود.

الحجر الأسود

  • يتواجد الحجر الأسود في مكة المكرمة وبالنسبة لمكانه فيتواجد في الجهة الجنوبية الشرقية للكعبة المشرفة.
  • ويعد هو بداية الطواف للحجاج بما يتفق مع الشريعة الإسلامية، وكذلك هو نقطة النهاية للطواف أيضاً.
  • بالإضافة إلى أن الحجر الأسود يبلغ ارتفاعه عن الأرض متراً ونصف.
  • وقد تم إحاطته بإطار مصنوع من الفضة الخالصة لكي يصونه من تقلبات الزمن.
  • وروي عن ابن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    • (نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج، فسودته خطايا بني آدم).
  • والجدير بالذكر أن ذلك السواد يغطي القشرة الخارجية من الحجر فقط، أما الجسم الداخلي فهو بالكامل من البياض الخالص.

للتعرف على المزيد: معلومات عامة عن الحجر الأسود

وصف الحجر الأسود

  • حين تم رجوع الحجر مرة أخرى من القرامطة الذين سرقوه عام 339 هجرياً.
  • نظر إليه محمد بن خزاعة قبل أن يضعه في مكانه مرة أخرى في البيت الحرام وقال:
    • (تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع فإذا السواد في رأسه فقط وسائره أبيض وطوله قدر ذراع).
  • وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحجر الأسود من حجارة الجنة، فهو ياقوتة من ياقوت الجنة).
  • كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه:
    • (إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب).
  • وقد تم ربط الحجر أكثر من مرة بالفضة، وأول شخص قام بتطويق الحجر الأسود بالفضة هو عبد الله بن الزبير.
  • وبعد ذلك قام الخلفاء بالتتابع بعمل مثل تلك الفعلة، أي عمل أطواق له من الفضة كلما دعت الحاجة لفعل ذلك.
  • وفي عام 1375هجرياً قام الملك سعود بن عبد العزيز بعمل طوقاً جميلاً من الفضة للحجر.
  • ثم تم إعادة ترميمه على يد الملك فهد ابن عبد العزيز عام 1422هجرياً.
  • والجدير الذكر أن الحجر الأسود ليس حجراً واحداً، وإنما يتكون من أجزاء متعددة، قد تم ضمها معا في إطار كبير من الفضة.
  • وتم ثبتت تلك الأجزاء معاً عن طريق مسامير من الفضة أيضاً.
  • وكذلك تم لصق تلك الأجزاء التي في الغالب تتكون من سبعة أو ثمانية أجزاء.
  • وفي الواقع فإن الحجم الصحيح للحجر الآن هو 20 سنتيمتراً في16سنتيمتراً.
  • أما حجمه الحقيقي الذي نزل به من السماء فلا أحد يعرفه، إذ إنه مر بالكثير من التغييرات على مر الزمان.
  • وكذلك فقد تم إعادة تشكيلة أكثر من مرة في أكثر من مناسبة.
  • والجدير بالذكر أن الحجر الأسود كما روى ابن العباس عن رسول الله؛ قد أطلق عليه الحجر الأسعد.
    • إلا أن تلك الرواية تعد رواية ضعيفة.

كيف أتى الحجر الأسود إلى الأرض؟

  • في الحقيقة فإن الحجر الأسعد قد جاء إلى الأرض عندما أتى به سيدنا جبريل إلى الأرض.
  • حيث جاء به لسيدنا إبراهيم عندما أمره الله ببناء الكعبة.
  • وقد كان عمر بن الخطاب يقبل الحجر الأسود ويقول له:
    • (إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا إني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك).
  • وذلك خشية من عمر أن يراه الناس، فيعدونه مثل الأصنام التي كانوا يتعبدونها من دون الله.
  • فقد كان وقتها تم الانتهاء من عبادة الأوثان حديثاً، لذلك كان عمر يخشى أن يراه الناس.

من الذي سرق الحجر الأسود؟

  • مر على الحجر الأسود الكثير من الحوادث، ولكن لعل أفظعها هو حادثة القرامطة.
  • فهي تعد من أفظع الحوادث التي حدثت للحجر الأسود.
  • حيث إنه في عام 317هجرياً، وبالتحديد يوم التروية قام رجل يدعى أبو طاهر القرمطي: (أمر أن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده.
  • وهو ملك البحرين آنذاك، بالإضافة إلى إنه كان يزعم مجموعة تسمى القرامطة.
  • أغاروا على مكة المكرمة أثناء إحرام الحجيج، ثم قاموا بأخذ الحجر الأسود، وعاثوا في الكعبة فساداً كبيراً.
  • فقاموا بسفك دم الكثير من الحجيج، كذلك حاولوا أن يقوموا بسرقة مقام سيدنا إبراهيم.
  • ولكن السدنة قاموا بإخفائه وغيبوه، والجدير بالذكر أن القرامطة استولوا على الحجر الأسود مدة اثنان وعشرون عاماً.
  • ثم قاموا بعد ذلك بإصدار أمر للناس بأن يقوموا بالحج إلى عين الكعيبة في بلدة تسمى بلدة الجش في الإحساء.
  • وذلك بدلاً من الكعبة، وكان ذلك بعدما قاموا بوضع الحجر الأسود فيها.
  • وأصدروا الأمر إلى سكان القطيف بأن يقوموا بالحج إلى عين الكعيبة تلك.
  • ولكن سكان منطقة القطيف رفضوا ذلك رفضاً باتاً، فقاموا بقتلهم.
  • حتى روي إنه تم في ذلك اليوم قتل حوالي ثلاثون ألفاً في مكة المكرمة.
  • والدليل على ذلك رواية ابن كثير عن أحداث عام 317 هجرياً وهو اليوم الذي تم فيه سرقة الحجر الأسود من القرامطة، أن رجلاً يدعى أبو طاهر القرمطي: (أمر أن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال:
    • أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم.
    • فمكث عندهم اثنتين وعشرين سنة حتى ردوه، في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  • ولما رجع القرمطي إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وتبعه أمير مكة هو وأهل بيته وجنده.
  • وسأله وتشفع إليه أن يرد الحجر الأسود ليوضع في مكانه، وبذل له جميع ما عنده من الأموال فلم يلتفت إليه.
  • فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده، واستمر ذاهبا إلى بلاده ومعه الحجر وأموال الحجيج.».

شاهد أيضا: اسم يطلق على الحجر الأسود في القرآن الكريم

بيع القرامطة للحجر الأسود

  • أيضًا فقد جاء عن أبي بكر الجراعي في كتابه تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد أنه قال:
  • «إنهم باعوه [أي القرامطة] من الخليفة المقتدر بثلاثين ألف دينار.
  • ولما أرادوا تسليمه، أشهدوا عليهم ألا تسلّموا الحجر الأسود.
  • وقاله لهم بعد الشهادة: يا من لا عقل لهم، من علم منكم أن هذا هو الحجر الأسود؟
  • ولعلنا أحضرنا حجرا أسوداً من هذه البرية عوضه، فسكت الناس، وكان فيهم عبد الله بن عكيم المحدث، فقال لنا:
    • في الحجر الأسود علامة، فإن كانت موجودة: فهو هو، وإن كانت معدومة، فليس هو.
  • ثم رفع حديثاً غريباً أن الحجر الأسود يطفو على وجه الماء، ولا يسخن بالنار إذا أوقدت عليه.
  • فأحضر القرمطي طستا فيه ماء، ووضع الحجر فيه فطفا على الماء، ثم أوقدت عليه النار فلم يحس بها.
  • فمد عبد الله المحدث يده وأخذ الحجر وقبله وقال:
    • أشهد أنه الحجر الأسود، فتعجب القرمطي من ذلك، وقال: هذا دين مضبوط بالنقل وأرسل الحجر إلى مكة.»

كيف رجع الحجر الأسود مرة أخرى إلى الكعبة؟

  • بعدما ذكرنا أن الحجر الأسود قد استمر مسروقاً عند القرامطة لمدة اثنان وعشرون عاماً.
  • تم إعادته على يد شخص يدعى شنبر في شهر ذي القعدة عام٣٣٩هجرياً.
  • وفي الحقيقة فإن شنبر ذاك قد قام بمحاولة إعطاء القرامطة مبلغ خمسون ألف دينار.
  • وذلك نظير رد الحجر الأسود، ولكنهم رفضوا ذلك.
  • ثم قالوا:
    • أخذناه بأمر، ولا نرده إلا بأمر، وبعد أن توفي أبو طاهر القرمطي.
  • رأى من اتبعوه أن ما كان يصبو إليه من أفكار من الصعب أن يقوموا بتنفيذها.
  • فعندها توانوا عن رأيهم وقرروا أن يقوموا بإرسال الحجر الأسود مرة أخرى إلى مكة.
  • فقاموا بإرسال شخص يدعى الزبير، وقيل أيضاً إنه يدعى سنبر ابن الحسين.
  • فرجع إلى مكة المكرمة بالحجر الأسود، ثم قام بوضعه في مكانه مرة أخرى.
    • وكان ذلك يوافق يوم النحر عند أهل مكة.
  • والجدير بالذكر أن حادثة رجوع الحجر كان لها أشد الفرح على نفوس أهل مكة.
  • بل إنهم من خشيتهم عليه قاموا بوضعه داخل الكعبة بدلاً من خارجها حتى لا تتكرر حادثة سرقته مرة أخرى.

قدسية الحجر الأسود عند المسلمين

  • أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم، بأن يبني له بيتاً وهو على الأرض.
  • والمقصود بالبيت هنا هو الكعبة، ثم جعله الله سبحانه وتعالى مكاناً لكي يطوف به الناس من الطائفين والعاكفين والركع السجود.
    • وجاء في كتاب الله العزيز ما يؤيد ذلك كالتالي: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ۝ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
  • أيضاً فقد جاء في كتاب الله العزيز قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم:
    • (وإذا بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود).
  • ومن ثم فقد كان للحجر الأسود مكانة كبيرة في قلوب المسلمين وله قدسية شديدة عندهم.
    • إذ انه شديد الارتباط بشعيرة الحج عندهم.
  • وعلى الرغم من تلك المكانة الكبيرة التي حاذها الحجر في قلوب المسلمين.
  • لكنهم يعلمون علم اليقين أن الحجر الأسود هو مجرد حجر لا يغني عنهم شيئاً، ولا يدفع عنهم ضرراً، ولا ينفعهم.
  • وذلك حتى لا يقوم أحد منهم بعبادته، وإنما يقومون بتقبيله فقط، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • كما كان يفعل رسول الله، وسنةً عنه، فقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقوم بلمسه وتقبيله.
  • والدليل على ذلك قول سيدنا عمر رضي الله عنه:
    • (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا إني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك).
  • والحجر الأسود عند المسلمين هو عبارة عن حجر تحدد به أركان الكعبة التي هي قبلتهم في الصلاة.
  • كذلك فهو نقطة البداية والنهاية لطوافهم في أشواطهم.
  • وبالنسبة للقيام بالإشارة إليه، أو لمسه، وتقبيله، وما إلى ذلك، فيعد إشارة على الإخلاص.
  • أو رمزاً للعبادة، كذلك فإنه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا.

نرشح لك أيضا: طول وعرض الكعبة المشرفة

وفي ختام مقالنا الذي قد تناولنا فيه موضوع من الذي سرق الحجر الأسود، وتطرقنا إلى وصفه، وموقعه وحادثة السرقة، نرجو أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف، ونتمنى منكم نشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.

مقالات ذات صلة