يحيى بن أكثم

يحيى بن أكثم عالم كبير، وإمام من كبار أئمة المسلمين، وفقيه ومحدث، وهو من تبع التابعين، ولقد كان رفيع المقدار، واسع الشهرة، من الفقهاء النبلاء.

ونسبة يتصل بأكثم بن صيفي حكيم العرب، ولقد ولد بمرو، وكانت نشأته في البصرة، وفيما يلي معلومات أكثر عن هذا الإمام الجليل في مقالنا عبر موقع maqall.net.

يحيى بن أكثم

نتحدث هنا واحد من علماء المسلمين الأفاضل، الذين يقف لهم التاريخ وقفة احترام وإجلال، وفيما يلي أهم المعلومات عنه:

  • الاسم بالكامل: هو يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن التميمي.
  • مولده ووفاته: (160 هـ – 22 ذو الحجة 242 هـ – 776م – 857م).
  • كان عالِم ومحدث ذائع الشهرة في العصر الذي عاش فيه، وعاصر عدد من خلفاء المسلمين، وعلى رأسهم المأمون.
  • حدث عنه كبار فقهاء وعلماء المسلمين، أمثال: الترمذي، وأبو حاتم الرازي، والبخاري، وطائفة أخرى واسعة من الكبار.
  • كان بن أكثم من كبار قادة المأمون أيام وجوده في خراسان قبل عام 201 هـ.
  • ولاه المأمون قضاء البصرة عام 202هـ.
  • في عام 210 هـ عزله المأمون عن قضاء البصرة، وقام بتوليته قاضي القضاة في العاصمة بغداد.
  • مع منصب قاضي القضاة ولاه المأمون تدبير المملكة، فكان جميع وزراء الدولة لا يقدرون على فعل أمر بدون الرجوع له.
  • كان رجل حسن العشرة، جميل اللسان، حيث قيل أنه أستولى على قلب المأمون، بسبب أدبه الجم، وعلمه الواسع.
  • طلب المأمون ألا يحجب عنه بن أكثم طوال ساعات الليل والنهار.
  • عندما توجه المأمون إلى مصر في عام 215هـ صحبه يحيى بن أكثم، وقام بتوليته قضاء مصر لمدة عدة أيام.

شاهد أيضا: سيرة إلكيا الهراسي

حياة ونشأة يحيى بن أكثم

يحيى بن أكثم رجل من رجال الدين والعلم، ولقد كانت حياته حافله بما يستحق الفخر، وفيما يلي نبذة عن حياته ونشأته:

  • ولد بن أكثم في خلافة المهدي العباسي.
  • كان من كبار أئمة الاجتهاد في عصره.
  • له تصانيف كثيرة، أهمها كتاب التنبيه.
  • كان كثير الفضل، ولذلك قرَّبه الخليفة المأمون العباسي من مجلسه، وكان لا أحد لدى المأمون يتقدم على يحيى الذي عينه قاضي القضاة.
  • ابن أكثم كان له تأثير بالغ على المأمون، حتى أقنعه بالكثير من المسائل الشرعية التي كان يقر عكسها بما يخالف شرع الله، مثل مسألة زواج المتعة.
  • كان يحيى لطيفًا ظريفًا، يحب المزاح، ولا يحب التجهم والعبوس، وله الكثير من الطرائف.

ملامح فقه وعلم ابن أكثم

هذا الإمام كانت مدرسته فقهية متفردة بذاتها، ولذلك ليس بغريب أن نجده أقرب الناس لخليفة المسلمين المأمون، وفيما يلي عرض لبعض من ملامح العلم والفقه لديه:

  • كان بن أكثم من أئمة الاجتهاد، فلقد كان أحد أعلام الدنيا في الوقت الذي عاش فيه.
  • اشتهر أمره وعرف عنه العلم والفقه، وحلاوة اللسان والبلاغة.
  • الكبير والصغير عرف عنه فضل العلم والرياسة للأمور.
  • كان رفيق أهل زمانه من الملوك والخلفاء.
  • عرف عنه سعة العلم والفقه والأدب.
  • كان بليغ في المعارضة، قادر على حل أي معضلة بفضل الذكاء الذي تمتع.

أهم مواقف بن أكثم

كان بن أكثم ثابت المواقف، فهو لم يكن ينطق عن نفسه، بل عن القرآن الكريم والسنة النبوية، ولذلك سلم له المأمون مقاليد الأحكام، ومن أشهر مواقفه:

  • موقفه من خلق القرآن، فهنا يقول يحيى: القرآن كلام الله، فمن قال إنه مخلوق يستتاب فإن تاب وإلّا ضربت عنقه.
  • له موقف كذلك في تحريم زواج المتعة، حيث استطاع بما يملكه من ذكاء أن يدفع المأمون لتحريم زواج المتعة.

اقرأ أيضا: سيرة الإمام النسائي

أشهر تلاميذ بن أكثم

تعلم على يديه الكثير من طلاب العلم، فلقد كان معلم بارع، ومن أشهر تلاميذه الذين أصبحوا في وقت لاحق علماء للأمة بدورهم:

  • الإمام الترمذي صاحب كتاب السنن.
  • إبراهيم بن محمد بن متويه.
  • أبو العباس السراج.
  • عبد الله بن محمود المروزي.
  • إمام المحدِّثين في عصره علي بن المديني.
  • محمد بن إسماعيل البخاري، مؤلف الجامع الصحيح.
  • المحدِّث المفسِّر الشهير أبو حاتم الرازي.

وفاة بن أكثم

وفيما يلي عرض للظروف التي أحاطت بموت بن أكثم:

  • لما مات الخليفة المأمون، وتولى بعده الخليفة المعتصم، عزل بن الأكثم عن القضاء.
  • لزم بن أكثم بيته، وعندنا آل الأمر إلى المتوكل رده إلى عمله، ثم قام بعزله عام سنة (240هـ) وجرده من أمواله.
  • رحل بن أكثم إلى مكة، وعندما كان مقيم في الربذة وهي قرية من قرى المدينة مرض هناك توفى.

مدح العلماء لابن أكثم

نال بن أكثم المدح من كافة العلماء والفقهاء، وذلك ليس تفضلًا منهم، ولكن بفعل فضله هو وما قدمه، وممن امتدحوه:

  • طلحة بن محمد الشاهد، حيث قال: كان يحيى واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن العارضة، قائما بكل معضلة، غلب على المأمون، حتى لم يتقدمه عنده أحد مع براعة المأمون في العلم. وكانت الوزراء لا تبرم شيئا حتى تراجع يحيى.
  • وكيع الضبي، حيث قال عنه: وكان يحيى كثير المزاح، لا يدع الهزل في مجلسه، له طرائف في الهزل.

شاهد من هنا: أول عالم وضع مقياساً لقياس الذكاء

وكانت تلك معلوماتنا عن يحيى بن أكثم، هذا الفقيه العالم القاضي المحدث الذي كان له فضل كبير في تاريخ الفكر الإسلامي، فلقد أثر في خلفاء المسلمين لدرجة أن المأمون كان لا يقوم بأمر دون سؤاله عنه.

وعلى الرغم من الاختلاف معه في بعض الأمور، ولكن كن له خلفاء المسلمين الاحترام والمحبة والإجلال، وحتى الأن اسم بن أكثم اسم علم في تاريخ فقهاء وعلماء المسلمين.

مقالات ذات صلة