وصف عمر بن الخطاب

وصف عمر بن الخطاب، من يريد أن يسلك طريقًا، فلا بد أن يتبع طريق أولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هؤلاء هم أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ولا سيما أبو بكر وعمر- رضي الله عنهما.

في مقالتنا اليوم عبر موقع مقال، سنتعرف تفصيليًا على الخليفة الثاني عمر بن الخطاب- رضي الله عنه، الذي خلف أبو بكر الصديق- رضي الله عنه-، خليفة المسلمين الأول، بعد وفاة النبي- صلى الله عليه وسلم – فنرجو لكم قراءة مفيدة وممتعة!

وصف عمر بن الخطاب

وُلِد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- بعد 13 عامًا من عام الفيل، واعتنق الإسلام عندما كان يبلغ من العمر 27 عامًا.

ورد عن وصفه أنه كان شخصية شاهقة، فكلما يكون بين جمعٍ من الناس، كان هو الأطول بينهم.

قيل أنه إذا رآه أحدهم من مسافة بعيدة بين جمعٍ من الناس، فسيبدو أنه يركب حصته، بينما يكون الجميع من حوله واقفين.

لقد كان قوي البناء، ولم يكن يعاني من زيادة الوزن، ولكن كان لديه الكثير من اللحم على عظامه، لكنها كانت عضلات.

كان مصارعًا في الجاهلية، وكانت أطرافه كبيرة، وكان أصلع الرأس، فضلاً عن بشرته التي كانت فاتحة اللون بالإضافة إلى بعض الاحمرار في لونه.

كان يستخدم الحناء في شعره، وكانت أطراف شاربه طويلة، وكان يلفها في أصابعه كلما انزعج.

تم وصفه بأنه عندما يمشي كان يمشي بسرعة، وعندما يتكلم يمكنك بالتأكيد سماعه، وعندما يضرب كان يضرب بقوة.

كان وجوده يخيف عدوه ويثير الخوف حتى في أصدقائه، وعندما يسمع أعداء الله اسم عمر، كانت ركبهم وقلوبهم ترتجف.

قد يهمك: كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟

والديه

كان والده، الخطاب بن نفيل، رجلاً قاسياً للغاية وكانت نشأته صعبة للغاية.

عندما أصبح- رضي الله عنه- خليفة، جاء إلى المكان الذي اعتاد أن يكون راعياً وقال:

“لا إله إلا الله العلي الأعظم الذي يعطي ما يشاء لمن يشاء؛ اعتدت أن أكون الراعي لأبي في هذا المكان وكنت أرتدي ملابس صوفية قاسية، وكان أبي قاسياً، وكان يُرهقني عندما أعمل وكان يضربني إذا لم أعمل، واليوم لا يوجد أحد بيني وبين الله”.

أما والدته فهي ابنة عم أبي جهل واسمها حنتمة بنت هشام.

زوجاته وأولاده

تزوج عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- 7 أو 8 زوجات إجمالاً:

    1. زينب بنت مظعون، وتزوجها في الجاهلية وهي والدة عبد الله وعبد الرحمن (الأكبر) وأم المؤمنين حفصة- رضي الله عنها.
    2. أم كلثوم بنت جرول، وهي والدة عبيد الله وزيد (الصغير).
    3. قريبة بنت أبي مخزوم، ولم ينجب منها أي أبناء.
    4. أم حكيم بنت الحارث، وتزوجها بعد وفاة عكرمة بن أبي جهل في معركة اليرموك، وهي والدة فاطمة بنت عمر- رضي الله عنها.
    5. جميلة بنت ثابت، وهي والدة عاصم بن عمر بن الخطاب.
    6. عاتكة بنت زيد، وهي قريبته وتزوجت من قبل من عبد الله بن أبي بكر، وهي والدة عياض، ولما مات عمر- رضي الله عنه-، تزوجت الزبير بن العوام.
    7. أم كلثوم بنت علي، وله منها زيد (الكبير) ورقية.
    8. لهية، وهي امرأة من اليمن، وهي محل نزاع على حالتها الزوجية مع عمر، قال الواقدي أنها كانت أَمَة، ولها من عمر ولد هو عبد الرحمن (الأصغر) بن عمر.
    9. فكيهة، وهي أمَة، وهي التي أنجبت لعمر-رضي الله عنه- أصغر أبنائه، وهي زينب بنت عمر.

شاهد أيضاََ: بحث عن عمر بن الخطاب

اعتناقه الإسلام

وصف عمر بن الخطاب، من منزل أخته، انتقل عمر إلى بيت الأرقم عند سفح تل الصفا، حيث نزل الرسول الكريم، وطرق عمر على الباب.

فسأله الحارس: “من؟”.

قال عمر: “عمر بن الخطاب”.

وبينما كان الحارس ينظر من الباب رأى أن عمر التوى سيفه، لذلك تردد الحارس في فتح الباب.

قال حمزة للحارس: افتح الباب، إذا جاء بسلام فمرحبًا به، وإذا كان مصممًا على الأذى، فنحن كافون للتغلب عليه.

تم قبول عمر، وأمسكه حمزة من عباءته وقال: “ما الذي أتى بك إلى هنا يا عمر؟”، وكان المسلمون بالسيوف المسحوبة أحاطوا بعمر، حتى يتم التغلب عليه إذا ظهرت عليه أي علامات عنف.

عند سماع الضجيج خرج الرسول الكريم من صومعته، وخاطب حمزة فقال: “دعه يأتي”.

تقدم عمر إلى الأمام فقال له النبي- صلى الله عليه وسمل-: “إلى متى تبتعد عن طريق الإسلام؟، ألم يحن الوقت لك لترى الحق؟”

قال عمر: “إن الوقت قد حان لأرى الحق، لقد جئت لأعلن إيماني بالإسلام”.

مد الرسول الكريم يده، وأمسك عمر بيده بوقار وقال: “أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله”.

وهتف المسلمون بفرح “الله أكبر”، وعانق النبي الكريم عمر، وعانق المسلمون الآخرون عمر واحدًا تلو الآخر؛ وكان عمر- رضي الله عنه- هو الرجل الأربعين الذي يسلم.

إشهار إسلامه

بعد ذلك، ذهب عمر- رضي الله عنه- إلى أجزاء مختلفة من مكة ليعلن أنه أسلم، حيث ذهب أولا إلى بيت خاله أبو جهل، فطرق على باب بيت أبي جهل.

فسأل أبو جهل: “من؟”.

قال عمر: “إنه عمر”.

ففتح أبو جهل الباب وقال: “مرحبًا”.

قال عمر: “هل تعلم إني أصبحت مسلما؟”.

فقال أبو جهل: “لا تتكلم هكذا، أنا أعلم أن الرجل مثلك لا يمكن أبدًا أن يصبح مسلمًا”.

قال عمر: “لا، إنها حقيقة أنني أسلمت”.

فقال أبو جهل: “إذا كان ما تقوله صحيحًا، فتكون ملعونًا”؛ وبقوله هذا، أغلق أبو جهل الباب في وجه عمر.

بعد ذلك ذهب عمر لرؤية بعض رؤساء قريش الآخرين وأخبرهم عن إسلامه، لقد لعنوه مثل أبو جهل وأغلقوا أبواب منازلهم في وجهه.

ثم انتقل عمر إلى الكعبة، وهناك رأى جميل بن معمر الجمحي الذي اشتهر بنشره الروايات في مكة، فقال له عمر إنه أسلم؛ قام جميل من رجليه وصرخ بأعلى صوته: “يا قريش، لقد أسلم عمر بن الخطاب وارتد عن دين آبائه”.

عند سماع ذلك اجتمع بعض شباب قريش في الكعبة، وقال عمر: “إن ما قاله جميل غير صحيح، أنا لم أرتد … رأيت الحق وأسلمت”.

تلقيبه بالفاروق

بعد ذلك، ذهب عمر إلى الرسول الكريم وأخبره أنه أعلن اهتدائه علانية.

حتى الآن أولئك الذين اعتنقوا الإسلام أبقوا تحولهم إلى الإسلام سرًا خوفًا من ظلم قريش، كما كانوا يصلون في الخفاء.

فقدم عمر للنبي الكريم، وقال: “يا رسول الله ألسنا على الحق؟”، قال الرسول الكريم: “نعم، نحن على الحق”.

فقال عمر: “فلماذا لا نصلي في العلن؟ ألم يحن الوقت لكي نعلن إسلامنا علانيةً؟”، حاول عمر- رضي الله عنه- أن تتجلى حقيقة الإسلام، فاتفق النبي الكريم مع عمر.

في اليوم التالي خرج جميع المسلمين من بيت الأرقم ومضوا إلى الكعبة في سطرين، أحدهما بقيادة عمر والآخر حمزة.

صلى المسلمون في الكعبة علانيةً، وشاهد قريش المسلمين يصلون، وقالوا: “إِنَّ باجتواء عُمَرَ ثَأَرَ الْمُسْلَمُونَ مِنْ قَرِيشَ”.

وبعد أن صلى المسلمون في الكعبة منح الرسول الكريم عمر لقب “الفاروق”، ففي ذلك اليوم ظهرت حقيقة الإسلام بجهود عمر- رضي الله عنه.

خلافته

وصف عمر بن الخطاب، يمكن وصف خلافته- رضي الله عنه- في النقاط التالي:

  • كخليفة، كان سيدنا عمر- رضي الله عنه- شخصًا شجاعًا جدًا ومباشرًا.
  • لقد كان صارمًا لا هوادة فيه في المبادئ الإسلامية.
  • لقد كان حاكمًا عظيمًا وموهوبًا.
  • وخلال فترة الخلافة، تم إخضاع مناطق شاسعة من الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية، ومصر بأكملها للحكم الإسلامي.
  • كان أيضًا خطيبًا موهوبًا، وكان مهتمًا جدًا برفاهية المسلمين.
  • ترك إرثاً مشرفاً للمسلمين من بعده، وقد لعب دورًا هامًا مع أبو بكر- رضي الله عنه- في تجميع القرآن في مصحف واحدٍ من أجل حفظه.

استشهاده

في صباح يوم الأربعاء في ذي الحجة تعرض للطعن، أثناء وقوفه للصلاة في المحراب.

طعنه أبو لؤلؤة المجوسي، حيث ضربه بخنجر ذو حدين، وقام بطعنه ثلاث طعنات، أو ست طعنات على رواية البعض، كانت واحدة من هذه الطعنات أسفل السرة.

حاول أبو لؤلؤة بعد ذلك أن يفر بخنجره، وكان لم يمر من قبل أحد إلا وطعنه، فأصاب ثلاثة عشر رجلاً مات منهم ستة أو سبعة أفراد.

لكن، بعد ذلك، ألقى عليه عبد الرحمن بن عوف ثوبًا، وأحاط به المسلمين، فقام بطعن نفسه وانتحر، لعنه الله.

تم نقل عمر إلى منزله قبل شروق الشمس وهو ينزف من جرحه، وظل ثلاثة أيام في منزله، حتى مات- رضي الله عنه- في السنة 23 من الهجرة، ودُفن بجوار صاحبيه: نبينا- صلى الله عليه وسلم-، وأبي بكر- رضي الله عنه.

رحم الله عمر بن الخطاب…

اقرأ أيضاََ: مواقف عمر بن الخطاب

في نهاية المقالة وصف عمر بن الخطاب، نكون بذلك قد تعرفنا على خليفة المسلمين الراشدي الثاني، بما في ذلك: وصفه الجسدي، وزوجاته وأولاده، وخلافته، وكيفية استشهاده – رضي الله عنه وأرضاه.

مقالات ذات صلة