المحافظة على الممتلكات العامة

من الأمور الواجبة على كل مواطن ومواطنة، فكما يهتم الفرد على كافة ممتلكاته الخاصة، فينبغي عليه أيضًا المحافظة على ممتلكات الدولة، ومن خلال موضوع مقال اليوم، نوضح الكثير عن هذا الموضوع الضروري لكي ننبه الجميع لمدى أهميته.

المحافظة على الممتلكات العامة

  • المحافظة على كافة الممتلكات العامة، من الأمور الضرورية والهامة، التي ينبغي أن يعلمها ويدركها الجميع منذ الصغر، نظرًا لما لتخريبها وتدميرها آثار سلبية عامة للفرد والمجتمع.
  • والممتلكات العامة هي كافة المؤسسات والمرافق، التي تملكها الحكومات، والتي أُنشئت من أجل خدمة المواطنين، مثل (المستشفيات، المدارس، الحدائق العامة، الشواطئ، الشركات، المصانع، الشوارع، المناظر الطبيعية)، وغيرها من كافة الكيانات المملوكة من قبل الدولة ذاتها.
  • من حق الدولة على مواطنيها المحافظة على هذه الممتلكات، وتجنب إصابتها بأي أذى أو ضرر، والابتعاد عن كل ما يتسبب في تشويه منظرها، مثل قطع الأشجار أو تلويثها بإلقاء النفايات والقاذورات في الشوارع، واجتناب كافة السلوكيات الخاطئة التي من شأنها عرقلة الأمور داخل أية مؤسسة.
  •  والدولة تقوم بتحديد مبالغ طائلة من ميزانيتها العامة لصيانة هذه الممتلكات وتجديدها بصورة مستمرة، وذلك لمواكبة التقدم والتطور المستمر، فتكون بذلك مظهر من المظاهر الحضارية للدولة.
    • وبالتالي تصبح عاملًا هامًا من عوامل جذب السياح لبلادنا، إلى جانب الاستفادة منها في زيادة فرص الاستثمار في كافة المشروعات الاقتصادية بكل أنواعها بصورة كبيرة.

اقرأ أيضا: المحافظة على متاع الغير

دور المواطنين في المحافظة على الممتلكات العامة

  • يجب على كل مواطن ومواطنه، أن يقوم باستخدام كافة الممتلكات بأشكالها وأنواعها المتعددة، بالصورة الصحيحة والسليمة، والتي أُقيمت من أجلها، كأن يقوم شخص ما بإقامة محل لتجارة معينة في مكان غير مخصص لذلك.
  • الحفاظ على الشوارع بصفة عامة، مثل المكان المخصص للأشجار والزهور، الأرصفة التي تعتبر تمهيدًا لدخول الممتلكات الخاصة، والأزقة الضيقة المستخدمة في مرور الأشخاص، وتجنب استغلالها بصورة خاطئة، مثل إجراء أية تعديلات لها، إلا بتصريح بذلك من الجهة المعنية بهذا الشأن.
  • المحافظة على مجاري الماء، من حيث قيام بعض الأفراد بتشييد خطوط صرف خاصة جانبية، وهذا بالطبع وفقًا للقوانين المعتمدة، فيتم تجهيز وصيانة المجاري في حدود الطريق بتصريح من الجهة المسئولة، وبالاستعانة بمقاول مُرخص للقيام بهذا العمل بصورة قانونية.
  • زراعة الأشجار داخل الممتلكات الخاصة بناءًا على معايير الدول الزراعية، وعلى كل مواطن الالتزام بقرار الحكومات في إزالة هذه الأشجار إن تسببت في أية أزمات، كعرقلة حركة المرور، وينبغي التخلص من أية نباتات أو زهور ضارة بالبيئة، وتنظيف أماكنها بصورة دائمة، مع مراعاة تجنب تراكم المخلفات والنفايات.
    • يجب أيضًا تجنب التعدي على الأشجار والنباتات والزهور المزروعة بالفعل من قبل الدولة، ذلك باقتلاعها أو الإهمال في رعايتها.

توعية المواطنين بالمحافظة على الممتلكات العامة

  • تقديم برامج لتوعية الأشخاص بأهمية الممتلكات العامة، وكيفية الحفاظ عليها.
  • وضع قوانين صارمة لعقوبة كل من يقوم بتخريب وتدمير هذه الممتلكات، وتتمثل هذه العقوبة في السجن أو دفع غرامة، ذلك وفقًا لحجم التخريب وآثاره.
  • القيام بمبادرات اجتماعية تحث وتشجع على المحافظة على هذه الممتلكات.
  • غرس حب البلد والانتماء والولاء له، في نفوس الأفراد منذ الصغر، مع توضيح مدى المسئولية الكبيرة التي تقع على عاتقهم تجاهها.
  • تحديد الأموال الخاصة بضرائب المواطنين، لتشييد هذه الممتلكات وصيانتها.

خصائص الممتلكات العامة

  • الممتلكات العامة متاحة لجميع أفراد الشعب، فهي ليست مخصصة لطبقة اجتماعية معينة دون غيرها، وذلك من حيث التأثير والاستخدام.
  • تتسم هذه الممتلكات بكونها بالمجان أو بمقابل مادي بسيط ورمزي، فمن حق كافة المواطنين باختلاف فئاتهم، التمتع بتعليم من خلال المدارس الحكومية، وعلاج عن طريق مستشفيات الحكومة، والرفاهية من خلال كافة المتنزهات والحدائق وأماكن الترفيه العامة، وغيرها من الخدمات الأخرى التي تقدمها الدولة.
  • في الأساس أُقيمت هذه الممتلكات من أجل تقديم الخدمات التي تعود بالفائدة على المواطنين، وذلك كله في سبيل الوصول لمجتمع راق، وصحي، وسعيد في ذات الوقت.
  • هذه الممتلكات غير قابلة للتحويل إلى أية جهة أخرى، فهي ملك لحكومة البلد من أجل خدمة مواطني هذه البلد.
  • لا تخضع ممتلكاتنا العامة للحظر، فمن غير المسموح استعمالها في عمليات القرض أو التمويل.
  • لابد وأن يقوم المسئولون بعملية جرد دوري لهذه الممتلكات.
  • من ضمن مهام هذه الممتلكات تيسير المهام المنوط بها المواطن بشكل يومي، مثل المرافق المستخدمة من قبل الأفراد يوميًا، مثل (وسائل المواصلات والاتصال، الطرق والشوارع).

أنواع الممتلكات العامة

  • ممتلكات تُستخدم بصورة يومية، مثل (المواصلات العامة، الطرق والشوارع، الكباري).
  • ممتلكات تُستخدم بشكل غير محدد مثل (المستشفيات، المصانع، الشركات، المدارس، الجامعات، المتنزهات والحدائق، البحيرات والشواطئ العامة، هيئة البريد والنقل، السجلات المدنية، المتاحف الأثرية، والأماكن الفنية العامة، أماكن العبادة من مساجد وكنائس).

كما أدعوك للتعرف على: آيات قرآنية عن الحفاظ على الممتلكات العامة

المحافظة على الممتلكات العامة في الإسلام

  • دار الإفتاء المصرية التي تتبع الأزهر الشريف أكدت على الأهمية العظيمة للمحافظة على الممتلكات العامة، بما لها من إشارة على مدى استقامة الفرد.
  • قد حرم الله أي تخريب أو تدمير يقوم به الشخص تجاه هذه الممتلكات، وتم اعتبار ذلك شكلًا من أشكال الفساد، الذي ينبغي أن نتصدى له جميعًا.
  • ووفقًا لشريعة الإسلام المحافظة على هذه الممتلكات من المسئوليات الدينية، على اعتبار أنها من أهم العوامل التي يرتكز عليها اقتصاد البلد، وأيضًا عنصر هام مُكمل للدين، فالمستشفى أو المدرسة، وغيرها من المؤسسات هي واحدة من أسس النظام الاجتماعي الإسلامي.
  • يعتبر تدمير الطرق، والمدارس، والمستشفيات، وتخريب وسائل المواصلات، والمتنزهات، جريمة بشعة، نظرًا لما تقدمه من خدمات عظيمة لكل مواطن ومواطنة، وذلك لأنها أُسست بأموال خزينة الدولة العامة، والعبث بها أمر في غاية الخطورة.
  • لذلك يجب علينا جميعًا الحفاظ على كافة ممتلكاتنا العامة، ذلك لأن التخريب المتعمد لها من قبل الأشخاص ممنوع تمامًا في ديننا الإسلام، فالإسلام ينبذ ويرفض كل أذى و ضرر وكل ما يتسبب في إحداث ضرر وأذى.

تخريب الممتلكات العامة

  • تخريب الممتلكات العامة هو صورة من صور الهدر للأموال العامة، لذلك ينبغي التصدي له بكل قوة، من خلال إصدار قوانين صارمة بشأن هؤلاء المخربين.
  • في حالة كان التخريب عن غير عمد وقصد، كسكب شيء بالخطأ داخل سيارة أجرة عامة، ففي هذه الحالة لا يجوز أن يُعاقب هذا الشخص بالحبس، ولكن ينبغي أن تكتفي الدولة بفرض غرامة مالية معينة تعويضًا عن هذا الضرر غير المقصود.
  • من صور تخريب الممتلكات العامة وتدميرها، الكتابة على الجدران في الشوارع أو داخل المواصلات العامة أو داخل المؤسسات بكافة أنواعها، الحفر في الأشجار أو قطعها، إلقاء المخلفات والنفايات والقاذورات في الطرقات.
  • من الجدير بالذكر أن صور التدمير البسيطة تقع في القانون تحت بند الجنح، وهنا يُلزم الشخص بدفع غرامة مالية، أما صور التخريب الغير بسيطة تقع في القانون تحت بند الجناية، وهنا يتعرض الشخص الجاني للحبس فترة من الزمن وفقًا لمدى ما قام به من جُرم.

كما يمكنكم الاطلاع على: بحث عن دور الإسلام في المحافظة على البيئة

في ختام موضوع مقالنا المحافظة على الممتلكات العامة، نود أن نؤكد على الأهمية الكبيرة للمحافظة على هذه الممتلكات، لما لها من فائدة عظيمة للفرد والمجتمع، وأن آثار تخريبها تشمل الفرد والمجتمع أيضًا، فيجب علينا جميعًا إدراك ذلك الأمر والتصرف على أساسه.

مقالات ذات صلة