آيات قرآنية عن الصبر عند الموت

إن الموت من الابتلاءات الأعظم في الدنيا، ونسرد آيات قرآنية عن الصبر عند الموت للتخفيف عن روح المصابين بهذا الابتلاء، وللتخفيف عن حزنهم الشديد على فراق الأحباء، كونها توضح مدى الأجر والثواب الذي يحصل عليه الصابرين على هذا الابتلاء.

الصبر عند الموت

لابد أن يمر كل منا وهو حي بمصيبة موت وفقد للمقربين، لأن الموت هو إحدى سنن الحياة، ونظرًا لأن ردود الأفعال من حزن وبكاء ورفض الأمر لن تجدي نفعًا ولن تعيد من فقد، يكون الصبر هو الحل:

  • كتب الله الموت على جميع العباد، على الرسل والأنبياء، والأغنياء والفقراء، والصغار والكبار.
    • مع اختلاف موعد موت كل شخص، والذي يعد من علوم الغيب التي لا يعلم عنها شيء إلا الله.
  • ولكن بالرغم من أن الموت معلومة مؤكدة وحقيقة تحدث أمام الجميع كل يوم.
    • إلا أن الذي يفقد شخصًا عزيزًا على قلبه، يكون وقع الفقد مؤلمًا عليه.
    • وقد يدخل في حالة من الحزن والاكتئاب والزهد من هذه الحياة.
  • لذا يجب تعلم الصبر من آيات القرآن التي توضح للمسلمين الجزاء الكبير الذي يحصل عليه الصابرين على ابتلاء الموت.
    • ومن قصص الأنبياء الواردة بالقرآن مثل قصة سيدنا أيوب.
    • وكيف صبر عندما فقد كافة أبنائه، وقصة سيدنا محمد عندما فقد أبنائه الذكور.
  • حيث أن السخط والجزع من قضاء الله لن يكون حلًا، لن يعيد من فقد، ولن يجبر كسر وحزن القلب.
    • بل قد يأثم عليه الشخص، لأن الموت من أقدار الله ويأثم من يسخط من قدر الله.
  • كذلك يعد السخط من مداخل الشيطان للإنسان، التي يستغلها لكي يصبح مصير الإنسان هو النار مثله.
    • لذا إن التسليم إلى قدر الله وأن لله حكمة من كل الابتلاءات هو الأمر الذي يساهم في تخفيف مصيبة الموت، التي تلقائيًا تقل مع مرور الوقت، والانشغال في الحياة.

شاهد أيضًا: أسباب الشعور بالخوف من الموت

آيات قرآنية عن الصبر عند الموت

يوضح الله في آيات الكتاب مدى ألم مصيبة الموت، وكذلك مدى الأجر الذي يناله الصابرين:

  • وصف الله الموت بالمصيبة في القرآن، كونه من الأمور التي تصدم.
    • وتؤلم القلب والروح، كأنه مرض يحتل الجسد.
  • كما وصف جزاء الصابرين على هذه المصيبة والذي يتمثل في حصولهم على رحمة الله.
    • ويعلمهم في الآيات الدعاء الذي يجبر القلب ويخفف من حزنه وهو إنا لله وإنا إليه راجعون.
  • وهذا يظهر في الآية التالية من سورة البقرة: “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”.
  • كما أمر الله المسلمين بالصبر عند هذه المصيبة لكي يحتموا من السخط على قدر الله.
    • ولكي يمنعوا الشيطان من التحكم في أفعالهم وأقوالهم عند هذه المصيبة.
    • ويكون أجرهم هو أن الله يكون معهم في كافة الأوقات.
  • وهذا يتبين في الآية التالية من سورة الأنفال: “وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.
  • كما أمر الله بالاستعانة بالصبر أولًا ثم الصلوات المفروضة والسنن منها عند المصيبة.
    • لأن هذا من باب التسليم وتقبل قضاء الله، ولأن هذا يخفف من ألم المصيبة.
  • وهذا يتضح في الآية التالية من سورة البقرة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.
  • كما يوضح الله في كتابه أن الابتلاءات والمصائب ما هي إلا اختبارات للمسلمين.
    • لكي يعلم الله من هم الذين يستحقون الفوز بالجنات.
  • وذلك في الآية التالية من سورة آل عمران “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ”.

اقرأ أيضًا: الموت في المنام لابن سيرين

التعامل مع مصيبة الموت

كتاب الله بمثابة كتابة توعية للمسلمين في كافة الأمور، وقد عرضنا آيات قرآنية عن الصبر عند الموت، فيما يلي نوضح الدروس من هذه الآيات، التي تمثل خطوات المسلم للتعافي من ألم وحزن الفقد:

  • الرضا والقبول بقدر الله: يجب أن يتفهم المرء المسلم أن الموت أمر حتمي كتبه الله على جميع العباد منذ أن كانوا داخل بطون أمهاتهم، لذا لابد من الرضى بحقيقة الموت.
  • الإيمان بأقدار الله: لابد من معرفة أن كل أقدار الله هي خير ولو كرهته الروح.
    • وأن السبيل إلى استعادة الأمل والسعادة والتخلص من الغم والسخط هو الرضا والإيمان.
    • حيث أن الإيمان بالقدر من الأركان الرئيسية للإيمان بالله.
  • احتساب المصيبة عند الله: لكي ينال المرء جزاء الصبر.
    • لابد أن يحتسب هذا الابتلاء العظيم عند الله.
    • ويعلم أنه بهذا الاحتساب يجعل المتوفي ينال جزء من هذا الجزاء والثواب أيضًا.
  • الإيمان بالابتلاء الدنيوي: لابد أن يعلم المسلم أن الابتلاء من الأساسيات التي يختبر بها الله المسلمين في الحياة الدنيا.
    • لكي يفرق بين المسلم الحق الذي يستحق دخول الجنة، وبين الذي لا يستحق سوى عذاب النار.
  • ولابد أن يعلم أيضًا أن الابتلاء سبيل للتكفير عن المعاصي والذنوب.
    • وأنها سبب يقوي مفهوم تقبل الصدمات والحزن في روح المسلم.
    • وسبب تحمل الصعاب الدنيوية والعقبات.
  • الإيمان بيوم الحساب: من تمام إيمان المسلم بالله وبالقيامة والبعث للحساب بعد الموت.
    • الإيمان بحقيقة الموت وتقبل مصيبة فقد الأحباب.
    • ومعرفة أن هناك لقاء آخر أبدي يوم القيامة مع المفقودين.
  • الدعاء للمتوفي: إن الدعاء من الوسائل التي تساعد المتوفي بعد الموت.
    • في نيل درجة أعلى في الجنة، وفي تكفير الذنوب.

الحزن عند مصيبة الموت

الآيات الموضحة والدروس التي تساعد المسلم على تخطي مصيبة وابتلاء الموت، لا تعني أبدًا أن الحزن حرام أو فعل يأثم عليه المرء، فيما يلي نوضح هذا المفهوم:

  • يعد الحزن مشاعر لا إرادية يشعر بها المرء عند الوقوع في أي مشكلة أو مصيبة.
    • خاصًة مصيبة الفراق الأبدي في الدنيا بالموت، ولكن عليه فقط ألا يظهر هذا الحزن بصورة يأثم عليها.
  • يمكن للمسلم أن يبكي عند الشعور بالحزن.
    • لكن يجب ألا يبالغ في البكاء أي لا يصرخ أو يشق الملابس أو يضرب وجهه.
  • وبالرغم أن الحزن ليس حرام، إلا أن الاستمرار في حالة الحزن لأوقات طويلة قد يأثم عليها المرء.
    • حيث أن المسلم لا يجب أن يكون متشائم وأن تتحول حياته كلها إلى صورة حزينة لمجرد مروره بابتلاء حتمي.
  • بل عليه أن يتخلص من هذا الحزن بالتدريج إلى أن يختفي.
    • وذلك من خلال التأكد بأن الله قد كتب عليه هذا الابتلاء لكي يكفر عن ذنوبه.
    • ولكي يصطفيه للدخول إلى الجنة.
  • ويمكن أن يتخلص من الحزن من خلال التفكير بإيجابية والدعاء للمتوفي.
    • من خلال التفكير أن المتوفي الآن في دار هي أفضل من الدنيا.
    • يسعد فيها المتوفي بجزاء أفعاله في حياته، وبجزاء الدعاء الذي يدعو به أصحابه في الدنيا بعد وفاته.

شاهد من هنا: مقدمة خطبة عن الموت

ختامًا إن الله تعالى لا يترك المسلم في حيرة من أمور الابتلائات الدنيوية، بل يوضحها ويوضح أسبابها وطرق التعامل حين الوقوع بها في القرآن الكريم.

وقد عرضنا في هذا المقال آيات عن الصبر عند الموت بشرح مبسط يوضح جزاء المسلم الذي يصبر، ويستعين بما أمر الله لكي يتخطى ويتجاوز مرحلة الحزن بسلام دون أن يغضب الله.

مقالات ذات صلة